الاثنين، 28 يوليو 2014

الخط والكتابة في الحضارة العربية



ھذا الكتاب في الخط والكتابة، والمراد بالكتابة ھنا الخط وطريقة رسم الحروف وما يتعلق بذلك من وسائل وأدوات، ولیس المراد الكتابة الديوانیة والإنشائیة وأسالیب الكتاب،
ويقصد بالكتابة أيضاً، ما جاء في دراسة خط الرسائل، رسائل النبي صلى لله علیه وسلم على الرَّق وما وجد من نقوش على الحجر، وقد عُرف الخطاطون بالكُتّاب، والخط بالكتابة، وبشكل عام يقوم ھذا البحث على مقدمة وستة فصول، درس الفصل الأول أصل الخط العربي، وعرض للنظريات التي تناولت أصل الخط عند المؤلفین القدامى، والافتراضات النظرية التي قاموا بھا، وعند الباحثین المحدثین الذين قامت أبحاثھم ودراساتھم على دراسة الخط وتطوره في النقوش النبطیة العربیة في العصر الجاھلي والعصر الأموي، وقد خلصت إلى أن أصل الخط العربي مشتق من الخط النبطي، وقد تعرض للتعريف بالأنباط وصلتھم بعرب الحجاز، وتأثر العرب بالخط النبطي وحاجتھم إلیه في الكتاب، لأنھم كانوا أھل تجارة، وكان لا بد في كل ھذه الفصول من الاستعانة بالنقوش والخطوط لتكون دلیلاً على الفكرة وتوضیحاً للنظريات. وتناول الفصل الثاني الخط في صدر الإسلام، وتعرض للنقوش التي اكتشفت في "زبد" و"أسیس" و"حران" و"أم الجمال"، وأوجز صفات ھذه النقوش وطبیعة خطھا، وتناول كذلك دراسة ما كتب في الرقوق، وأبرز ما وصل في ذلك رسائل النبي صلى لله علیه وسلم إلى ملوك الأمم من عرب وعجم، وتناولت الدراسة كذلك الكتابات الحجرية في صدر الإسلام، أما في عصر الخلفاء الراشدين فقد وقفت عند البرديات والنقوش الحجرية والمسكوكات، وأوضحت صفات الخط فیھا وتطوره في ھذه الفترة، ووقفت عند خطوط المصاحف التي كتبھا الصحابة مع وصف ھذه الخطوط والتعريف بھا.
أما الفصل الثالث فقد تناول الخط في العصر الأموي، فتحدث عن صفات الخط في العصر الأموي، وأنواع الأقلام التي ظھرت في ھذا العصر وأبرز الخطاطین. وقد ظھرت الحاجة في ھذا العصر إلى ضبط ألفاظ القرآن الكريم بما وقع في قراءته وفي الرسائل الديوانیة من تصحیف وتحريف، ولذلك تم التعرض لقضیة الشكل والإعجام وتم تبیان كیف وضعت والرجال الذين أسھموا في ھذا الجھد والخطوات التي مر بھا كل من الشكل والإعجام. ووقف الفصل الرابع وقفة طويلة عند الخط في العصر العباسي، الذي كثر فیه الكتّاب، وتطور الخط، أصبحت للخطاطین شجرات، فعرض لھا وعرف بأسماء الخطوط القديمة وسبب تسمیة كل خط سواء ما ارتبط منه بأسماء المدن أو بأسماء الصفات والأغراض، وبین وظیفة كل خط من ھذه الخطوط. أما الخطوط العباسیة المحدثة فقد وصفھا وبین نشأتھا وأھم كتابھا، وصفات كل خط، وأھم ھذه الخطوط التي عرض لھا بالدرس والوصف: الخط الكوفي، والثلث، والنسخ، والمغربي ومعه الأندلسي أو القرطبي، وخط الإجازة (التوقیع)، والديواني، والطغراء، والفارسي (أو التعلیق)، والرقعة، والريحاني. وعرف بأسماء الخطوط القديمة والحديثة، وقسمھا إلى خطوط ما قبل الإسلام، والخطوط التي اخترعت بعد الإسلام، وخطوط العصر الحديث، ثم بیّن اللغات التي تكتب بالخط العربي، غیر اللغة العربة، وھي: التركیة، والھندية، والفارسیة، والأفريقیة.
وخصص الفصل الخامس للتعريف بحیاة وخط وأدب الخطاطین المبدعین في العصر العباسي، وھم: ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت المستعصمي، وقد أفضى في دراسة حیاة وفن كل من ھؤلاء الخطاطین الأعلام الذين كان لھم أثر كبیر في ازدھار الخط وتطوره في العصر العباسي.
وكان الفصل السادس، وھو أطول الفصول، قد تناول أدوات الكتابة، منذ عرف الإنسان الكتابة، فكتب على الطین والحجر والعُسُب والكرانیف والأقتاب والعظام، ثم تطور فكتب على المھارق والقباطي، والجلود، وكان للرقوق دور كبیر في تطور الكتابة وبداية التألیف، ولذلك تمّ التوقف عند الرَّق وصناعته وكتابة المصاحف فیه، وزاحمه في ذلك البردي الذي صنعت منه القراطیس التي دخلت الحیاة الإسلامیة وأسھمت في دفع حركة التألیف، لتیسر القرطاس وخفته ورخص ثمنه، وقد بقي القرطاس في كثیر من البلاد الإسلامیة منتشراً حتى بعد صناعة الورق وانتشاره، وقد وقف وقفة متأنیة عند صناعة الورق ودوره في الحیاة العلمیة، وعرّف بأنواعه وأماكن صناعته وأحجامه، وآداب صناعته وكل ما يتعلق بذلك.

الخط والكتابة في الحضارة العربية
تأليف : يحيى وهيب الجبوري
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
1994م
بيروت - لبنان
عدد الصفحات : 392


* صور من الكتاب *






* تحميل الكتاب *





الحجم : 11.1MB

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق